محمد بركات يكتب: ماذا جرى فى 25 يناير «2-2»

محمد بركات
محمد بركات

أشرنا بالأمس إلى استمرار الجدل حول طبيعة وكنه الأحداث الجسام التى جرت فى الخامس والعشرين من يناير 2011 حتى الآن، رغم مرور اثنى عشر عاما على هذه الأحداث التى تعددت بشأنها الرؤى واختلفت الآراء.

وذكرنا أن هذا الجدل مرشح للاستمرار حتى ظهور وإعلان الحقائق الكاملة المتعلقة بالاحداث، على لسان كل الأطراف والقوى والجماعات والشخصيات التى شاركت فى الحدث بالفعل، وقامت بالترتيب أو الاعداد أو التخطيط لما جرى وما كان قبل وخلال وبعد الحدث الجسيم، وصولا إلى ثورة الثلاثين من يونيو 2013.

وفى يقينى أن جلاء هذا الأمر مطلوب وواجب لتبيان الحقيقة، ووضع حد للجدل والاختلاف القائم فى الرؤى والمواقف، بين من يرون فيما حدث فى «25 يناير 2011» ثورة كاملة، الاركان،..، ومن يرونها مجرد انتفاضة شبابية طاهرة هبت اعتراضا على بعض أو كل ما كان قائما، ومطالبة بالعيش والحرية والكرامة الانسانية والعدالة الاجتماعية. بينما هناك من يرونها غير ذلك على الإطلاق، فلا هى بثورة ولا هى ايضا انتفاضة شبابية طاهرة،..، بل هى مؤامرة دبرتها ورتبت لها قوى الشر الاقليمية والدولية، بالاتفاق والمشاركة مع الجماعة الارهابية، سعيا لإسقاط الدولة والاستيلاء على الحكم، فى اطار مخطط أوسع يشمل المنطقة العربية كلها، يهدف لإعادة رسم خريطة المنطقة من جديد، واقامة الشرق الاوسط الجديد.

ومن الواضح أن الاختلاف ظاهر ومؤكد بين هذه الرؤى من حيث المبنى والمعنى، ولكن هناك وجهة نظر أخرى يرى اصحابها أن ما جرى فى «25 يناير 2011» كان فى واقعه تحركا شبابيا فى بدايته، إلا أنه تم اختطافه من جانب الجماعة الإخوانية بعد يومين من حدوثه. ويرون أيضا أن هذا الاختطاف تم فى إطار ترتيب وإعداد مسبق بين الجماعة وقوى الشر الإقليمية والدولية الساعية لإسقاط الدولة المصرية، وإشاعة الفوضى والعنف فى المنطقة كلها من تونس وحتى الجزيرة العربية، لإعادة رسم الخريطة العربية من جديد طبقا لمخطط مرسوم ومعد مسبق. «وفى هذا يظل الاختلاف قائما حتى جلاء الحقيقة».